سورة يوسف - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يوسف)


        


وقد بينا تفسير أول هذه السورة في أول يونس، إِلا أنه قد ذكر ابن الأنباري زيادة وجه في هذه السورة، فقال: لما لحق أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مللٌ وسآمة، فقالوا له: حدثنا بما يزيل عنا هذا الملل، فقال: «تلك الأحاديث التي تقدرون الانتفاع بها وانصراف الملل، هي آيات الكتاب المبين».
وفي معنى {المبين} خمسة أقوال.
أحدها: البيِّن حلاله وحرامه، قاله ابن عباس، ومجاهد. والثاني: المبيّن للحروف التي تسقط عن ألسن الأعاجم، رواه خالد بن معدان عن معاذ بن جبل. والثالث: البيِّن هداه ورشده، قاله قتادة. والرابع: المبيِّن للحق من الباطل. والخامس: البيِّن إِعجازه فلا يعارَض، ذكرهما الماوردي.


قوله تعالى: {إِنا أنزلناه} في هاء الكناية قولان:
أحدهما: أنها ترجع إِلى الكتاب، قاله الجمهور. والثاني: إِلى خبر يوسف، ذكره الزجاج، وابن القاسم.
قوله تعالى: {قرآنا عربياً} قد ذكرنا معنى القرآن واشتقاقه في سورة [النساء: 82]. وقد اختلف الناس، هل في القرآن شيء بغير العربية، أم لا، فمذهب أصحابنا أنه ليس فيه شيء بغير العربية. وقال أبو عبيدة: من زعم أن في القرآن لساناً سوى العربية فقد أعظم على الله القول، واحتج بقوله: {إِنا جعلناه قرآناً عربياً} [الزخرف: 3] وروي عن ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة أن فيه من غير لسان العرب، مثل {سجيل} و{المشكاة} و{اليم} و{الطور} و{أباريق} و{إِستبرق} وغير ذلك. وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي قال: قال أبو عبيد: وهؤلاء أعلم من أبي عبيدة، ولكنهم ذهبوا إِلى مذهب، وذهب هو إِلى غيره، وكلاهما مصيب إِن شاء الله، وذلك أن هذه الحروف بغير لسان العرب في الأصل، فقال: أولئك على الأصل، ثم لفظت به العرب بألسنتها فعربته فصار عربياً بتعريبها إِياه، فهي عربية في هذه الحالة، أعجمية الأصل، فهذا القول يصدِّق الفريقين جميعاً.
قوله تعالى: {لعلكم تعقلون} قال ابن عباس: لكي تفهموا.


قوله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص} قد ذكرنا سبب نزولها في أول الكلام. وقد خُصَّت بسبب آخر، فروي عن سعيد بن جبير قال: اجتمع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إِلى سلمان، فقالوا: حدِّثنا عن التوراة فانها حسن ما فيها، فأنزل الله تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص} يعني: قصص القرآن أحسن مما في التوراة. قال الزجاج: والمعنى نحن نبين لك أحسن البيان، والقاصُّ، الذي يأتي بالقصة على حقيقتها. قال: وقوله: {بما أوحينا إِليك} أي: بوحينا إِليك هذا القرآن.
قال العلماء: وإِنما سميت قصة يوسف أحسن القصص، لأنها جمعت ذكر الأنبياء، والصالحين، والملائكة، والشياطين، والأنعام، وسير الملوك، والمماليك، والتجار، والعلماء، والرجال، والنساء، وحيلهن، وذكر التوحيد، والفقه، والسرّ، وتعبير الرؤيا، والسياسة، والمعاشرة، وتدبير المعاش، والصبر على الأذى، والحلم؛ والعزّ، والحكم، إِلى غير ذلك من العجائب.
قوله تعالى: {وإِن كنت} في {إِن} قولان:
أحدهما: أنها بمعنى قد. والثاني: بمعنى ما
قوله تعالى: {من قبله} قال ابن عباس: من قبل نزول القرآن. {لَمِن الغافلين} عن علم خبر يوسف وما صنع به إِخوته.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8